منارة العالم السياحية.. «الأقصر» أرض التاريخ والحضارة| صور

أثار الأقصر
أثار الأقصر

تمتلك محافظة الأقصر كل الإمكانات التى تجعلها منارة العالم السياحية فقد صنفتها الدوائر الثقافية العالمية بأنها أهم المدن التراثية فى العالم لما تمتلكه من تراث إنساني ساهم فى اختيارها عاصمةً للسياحة العالمية عام 2016، وعاصمة للثقافة العربية عام 2017، فالأقصر قبلة السياحة الثقافية رغم أحداث المنطقة لا يزال التدفق السياحى على المحافظة مستمر.

مما جعلها محط أنظار العالم كله يأتيها السياح من كل حدب وصوب ليتعرفوا على حضارة مصر الخالدة التى تمثل سجلا كاملا لأعظم حضارة عرفها البشر.

وتحظى المحافظة بمجموعة نادرة من الآثار ترجع إلى مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية حتى الأثار اليونانية الرومانية تنتشر فى كل مكان بالمحافظة ولا تقتصر الآثار على مدينة الأقصر عاصمة المحافظة، بل تمتد إلى جميع مدنها ففى مدينة الزينية شمال الأقصر يوجد معبد الإله منتو وهو إله الحرب عند قدماء المصريين بقرية المدامود وفى جنوبها يوجد معبد لنفس الإله بمدينة الطود، ويأتى جنوبا منه معبد الإله منتو أيضاً بمدينة أرمنت ويقع على بعد يقارب 35 كم منه معبد "خنوم " بمدينة إسنا.

اقرأ أيضا| بسبب سوء الأحوال الجوية.. هبوط اضطراري آمن لـ 5 بالونات طائرة بالأقصر

أما مدينة الأقصر فهى تقام فوق مدن أثرية كاملة ومن أشهرالآثار فيها مجموعة معابد الكرنك التى تؤرخ لحقبة زمنية تصل إلى 3 آلاف عام من التاريخ المصرى القديم وكذلك يوجد معبد الأقصر أكمل المعابد المصرية القديمة ومتحف الأقصر بالبر الشرقى فى المدينة، أما البر الغربى فيحوى مقابر وادى الملوك ووادى الملكات بالبر الغربى بالإضافة إلى مقابر الأشراف بخلاف 9 معابد جنائزية كانت تقام فيها الصلوات على الميت قبل دفنه فى مقبرته، وظلت مدينة الأقصر أو ما كان يطلق عليها (طيبة) عاصمة لمصر حتى بداية الأسرة السادسة الفرعونية المحافظة، وأطلق عليها عديد من الأسماء على مر العصور، أشهرها مدينة المائة باب، مدينة الشمس، مدينة النور، مدينة الصولجان "واست"، وأطلق عليها العرب "الأقصر" لكثرة قصورها و"معابدها".

 فى البداية يؤكد المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر أن المحافظة تجذب السياح من مختلف دول العالم وأهلها يعشقون السياحة ويعرفون كيف يتعاملون مع السائح حتى صار المواطن الأقصرى البسيط أحد أهم عوامل الجذب السياحى وكثيرا ما أسمع من خلال لقاءاتى مع زوار المدينة قصائد غزل فى معاملة المواطن الأقصرى للسائح فهم يعلمون أن الكلمة الطيبة وحسن الإستقبال وتأدية الخدمات على أكمل وجه هو الأساس الذى تقوم عليه حركة التدفق السياحى وهم يعلمون أن السياحة هى أحد أهم روافد الإقتصاد المصرى فهو بالنسبة لهم هى الرافد الأساسى لمعيشتهم فلا يمكن أن تجد مواطنا أقصريا لا يهتم بالسياحة وأنها مصدر الدخل الرئيسى لهم فمن لا يعمل فيها يستفيد منها سواء كان تاجرًا أو صانعًا أو حرفيًا ففى حالة الرواج السياحى يزيد الدخل حتى الموظف الذى يعمل فى وظيفة حكومية أو مكتبية فغالبا ما يكون له وظيفة أخرى فى المجال السياحى.  

معابد الكرنك الستة

تعتبر «معابد الكرنك» المكان المفضل للسائح عند زيارة الأقصر، فمعبد الكرنك وهو عبارة عن مجموعة معابد منها معبد امون ومعبد موت ومعبد خونسو ومعبد للإله ايبت وآخر للإله سخمت وهناك معبد بتاح وكلها تقع في معابد الكرنك والتى  تبلغ مساحتها حوالي 202 فدان مقام عليها أعمال وآثار على مساحه 63 فداناً. 

هذا المعبد كان بمثابة معبد الدولة أو المعبد الأهلي، حيث حرص ملوك وملكات وأمراء مصر القديمة على تشييد أعمالهم تقربًا للإلهة، وكان يحرص كل ملك أن يقيم أعماله في معابد الكرنك تخليدًا لذكراه وتقربًا للإله كل ملوك واستغرق إنشاؤه ما يزيد عن ألفى عام ويعد عيد الاوبت هو اهم احداث معبد الكرنك.

وتعد صالة الأعمدة الكبرى الموجودة بمعابد الكرنك هي اهم اعمال المعبد وتدرس في جميع كليات الهندسه في العالم كله بسبب عظمه تشكيلها العمراني وتتكون من 134 عمود استغرق بنائهم ما يزيد عن 150 عاما بداها امنحتب الثالث بـ  12 عمود وجاء من بعده الملك سيتي  الاول والد رمسيس الثاني الملك وتبلغ مساحه هذه الصاله 6000 م كانت مغطاه بالحجر وتعد معجزة من معجزات الهندسة المعمارية في مصر  .

المزار الثانى هو معبد الاقصر فهو معبد رائع يعد من اكمل المعابد في مصر القديمة وهناك شيده إثنان من الفراعنة بصفة رسمية امنحتب الثالث بنى نصف المعبد الاخير ورمسيس الثاني بنى نصفه الامامي ويحتوي المعبد على صالتى أعمده الأولى شيدها الملك امنحتب وتتكون من 14 عمود والثانية صالة الأعمدة الكبرى وفيها تم العثور على خبيئة الأقصر . 

مسلة مصر نوتردام

والصرح الأمامى فشيده الملك رمسيس الثانى ويوجد به مسلتين يبلغ إرتفاع كل منهما 22 طن والمعبد مزين بست تماثيل للملك رمسيس الثاني أربعة منها في الحالة الاذرية والاخران جالسين وبيده صولجان الملك  ويربط بين المعبدين طريق الكباش او طريق المواكب الكبرى وهو من اهم الطرق المقدسة التي شيدها المصري القديم على مدار تاريخه وأعيد إكتشافة بعد ما يقرب من 50 عاما من الحفائر وتم إفتتاحه مؤخرا وهذا الطريق يصل طوله 3 آلاف متر ويبلغ عرضه 36 مترًا ويصطف على جانبيه 2300 تمثال وفيه يقوم الاله امون بالسير الى معبد الاقصر في موكب تتقدمه الكهنه وكبار رجال الدوله ليلتقي بزوجته الاله موت في بيت الحريم او معبد الاقصر  فى عيد الأوبيت أحد أهم أيام مصر القديمة.

عيد الأوبيت

أما  المزار الثالث الذي يحرص عليه السياح عند زياره الاقصر هو متحف الاقصر وفيه صاله ضخمه يتم فيها عرض تماثيل "خبيئة معبد الاقصر" وتتكون من 24 قطعه نادره كما قلنا اغلبها للملك حور محب والاله حتحور  و تحتموس الثالث وهناك تمثال روعه للملك توت عنخ امون واخر لامنحته بالثالث وراسي تمثالي لامنحتب الثالث كما يوجد اثنان من الموميات واحده لرمسيس الاول والثانيه ملكيه مجهوله الاسم كما يزخر متحف الاقصر بمجموعه الثلاثات مجموعه احجار تم العثور عليها في الصرح الثاني  والتاسع والعاشر تقدر بـ 40 الف حجر هذه القطع تمثل معبد للاله اتون كان ملحق بمعبد الكرنك وتم فكه انتقاما من الملك اخناتون الذي غير الديانه من ديانه امون الى اتون واخناتون هو الملك امنحتب الرابع وجاء الملك حور محب وقام بتكسير المعبد انتقاما للاله الذي يعبده وبعد هدمه اقترح الكهنه بدلا من القاء الحجاره ان ان يفكوا المعبد كله ويجعلونه كحشوه بالصرح الثاني والتاسع والعاشر الجميل في هذه الثلاثات ان البعض منها لا يزال يحتفظ بالوانه كانه نقش بالامس معبد الكرنك به 10 صروح بينما معبد الاقصر صرحين فقط  .

البر الغربى

وفي البر الغربى لمدينة تقع المعابد الجنائزية وهى 9 معابد من أهمها معبد رمسيس الثالث، ومعبد الرامسيوم  وشيده الملك رمسيس الثاني الذى تنتشرأثاره فى كل مصر القديمة ، وبين المعبدين شُيد تمثالا ممنون لأمنوفيس الثالث واللذان بقيا كآخر أثر لمعبد عظيم كان موجودا فى عهد الفراعنة وتهدم بعل العوامل الطبيعية ولاتزال تعمل فية بعث أجنبية وتقوم بعمل حفريات فيه.

 أما معبد الدير البحرى الذى شيدته الملكة حتشبسوت والذى يقف أمامه كل المعماريون فى العالم كله وقفة إنبهار وأقيم  بجوار معبد منتوحتب شاهداً على خصوصية التصميم المعماري لقدماء المصريين. أما بالنسبة للمقابر فقد اتخذ الملوك من المقابر المنحوتة في أعماق وادي الملوك مكاناً أميناً لرفاتهم بعيداً عن أيدي اللصوص. وكذلك وادي الملكات الذي يحتضن بعض المقابر المنحوتة لملكات الدولة الحديثة وبعض الأمراء الذين ماتوا وهم فى  في سن صغيرة، وبين الواديين اختار كبار رجال الدولة بضع هضاب لنحت مقابرهم كي يظلوا بجوار ملوكهم وملكاتهم وهى مقابر الأشراف ولايزال هناك أكثر من 5 آلاف فوهة أثرية فى غنتظار من يكتشفها  

البالون السياحى

تنفرد الأقصر بين كل المقاصد السياحية المصرية بوجود البالون الطائر فى سمائها ولايزال هو المطلب الأول للسياح الذين يفدون إلى الأقصر يوميا يتسابقون من أجل الفوز بـ "طلعة البالون" فيها سيقرأون التاريخ من السماء يشاهدون بكل فخر تاريخ وحضارة مصر.

تحتل مدينة الأقصر المرتبة الثالثة عالميا، فى معدل رحلات البالون، حيث تشهد طيران ما يقرب من 11 ألف رحلة بالون فى سمائها سنويا تقل على متنها قرابة 216 ألف سائح طوال أيام العام. وأن نوعية السائح الذى يقبل على هذه الرحلات تضيف إلى السياحة الثقافية التى تشتهر بها المدينة.

عودة تنين شرق آسيا

حافظت مصر على نصيبها من السياحة الثقافية لهذا الشتاء بعد عودة تنين شرق اسيا المتمثل في الصين والهند وكوريا الجنوبية الذى أعطى قُبلة الحياة للسياحة المصرية وكانت بمثابة بديل لسياحة أوروبا القديمة وعوض غيابها بسبب أحداث غزة الدامية.

وقد نجحت لجنة تشجيع السياحة الثقافية بالأقصر في إظهار البُعد الحقيقي والجغرافي ما بين الاحداث الموجودة في غزة ومصر وأن بيننا وبينهم ما يقرب من 2400 كيلو وكان هناك سوء فهم في جغرافيه المنطقه .

20 رحلة شارتر

ويضيف محمد عثمان رئيس لجنة تشجيع السياحة الثقافية بالأقصر: «قمنا بتدعيم رحلات الشارتر بكل قوة وإتفقنا مع الوزير على دعم تلك الرحلات وبالفعل إستقبلنا 4 رحلات من إيطاليا و2 من فرنسا و4 من إنجلترا فأصبح لدينا 20 رحلة ثابتة أسبوعياً من مختلف دول أوروبا والجديد الذى يؤكد زيادة الإقبال على زيارة الأقصر أن معظم هذه الرجلات تأتينا من من مدن مثل ميلجا وبرشلونة فى أسبانيا وليفربول ومانشستر من إنجلترا وميلانو من إيطاليا بعد أن كانت هذه الرحلات تأتينا من عواصم الدول، وأستطيع أن أقول إن الرحلات العشرين منتظمة بصورة دورية طوال موسم الشتاء ومن المتوقع أن تزيد بعد تعديل الأوضاع فى المنطقة فنحن ليس لدينا إلغاء  للحجوزات ولكن لديناء إرجاء للرحلات».